"المظاهر تكون انطباعات" هي جزء من مقولة مشهورة تعبر عن أهمية إعطاء المظاهر القدر الكافي من الاهتمام حيث أن الكثير من الناس يكونون أفكاراً مبدأيه عن الأشياء بمجرد رؤية مظهرها العام.
يعتقد المعماريون بأن واجهات المباني لها دور مهم جداً على المستوى التصميمي للمبنى فهي تمثل المظهر الخارجي للبناء الذي تراه العين فبالتالي هي المظهر الأساسي للمبنى في نظر المعظم لذا فإن الطابع الذي تتركه الواجهة في الأذهان هو الطابع الذي يتلقى فيه الناس هذا المبنى كمجمل سواء على مستوى البناء أو التصميم وبالتالي يسعى المعماريون لتصميم الواجهات كتحف فنية تأسر الناظرين.
عبر العصور تغيرت واجهات المباني وتطورت لتواكب التصاميم العصرية وتلبي حاجات العصور المتقلبة. من خلال الدراسات والأبحاث المطولة انتهى المعماريون إلى حقيقة أن واجهة المبنى ليست مظهر فني خارجي فقط بل في الحقيقة فهي تصميم ذو طابع فني ودور وظيفي حيث تقوم بعزل مؤثرات الجو وتنظمها بين الداخل والخارج عبر المبنى فهي تعزل الحرارة، الصوت، الرطوبة والأمطار كما أنها تنظم التهوية عبر البناء.
الواجهات عبر التاريخ:
منذ الأزل كانت المباني تصنع من الطمي والطين لذا مع الأسف تكاد تنعدم هذه الآثار في حياتنا اليوم نظراً لعدم تحملها ظروف الطبيعة وجور الزمان ولكن لحسن الحظ مع مرور العصور تغيرت المواد الأساسية المستخدمة في البناء حيث دخلت الصخور، الحجار، الأنواع المختلفة للرخام، الأخشاب وباقي أنواع المواد المستعملة حتى يومنا هذا في البناء والإعمار.
المباني التي تغلبت على آثار الزمان واستمرت في الوجود حتى يومنا هذا هي المعالم المعمارية المغمورة الموجودة في مختلف البقاع. عند النظر إلى هذه المعالم والتفكر فيها نجدها تحتوي على أكثر الواجهات تميزاً حيث اعتاد القدماء على تصميم الواجهات لتعكس حضاراتهم وثقافاتهم حينئذ مما دعا العلماء إلى تصنيف تطور وتقدم الحضارات المختلفة بالاستناد على العلوم الهندسية والنقوش الفنية التي استخدموها لبناء واجهاتهم.
بعض المدن في يومنا الحالي قد جددت واجهات بعض المباني لتضفي عليها لمسة عصرية بما يتناسب مع وقتنا الحالي ولكن في نفس الوقت حافظت على التكوين والتصميم الداخلي لهذه المباني.
في عصرنا الحالي تطورت واجهات المباني بشكل مثير للاهتمام حتى فاقت التعريف القديم لها بكونها مسئولة عن المظهر العام فأصبحت أحد الأسس الوظيفية للبناء أيضاً.
أنواع واجهات المباني المختلفة:
تختلف الواجهات بأنواعها على حسب المواد المستخدمة في بناءها، الدور الوظيفي لها، الأساس المعماري الذي بنيت عليه وأنظمة الطبقات المتعددة المتبعة حديثاً.
الواجهات خفيفة الوزن
يلاحظ استخدام هذا النوع من الواجهات في الأبراج المتوسطة الارتفاع وناطحات السحاب التي يتطلب فيها سهولة التركيب مع مراعاة نفاذية ضوء الشمس الطبيعي. لذا فإن هذا النوع يصنع عادة من ألواح الزجاج محمولة على معدن حيث ترص الالواح كطبقة معلقة بالمبنى تغلفه من الخارج.
يندرج تحت هذا التصنيف نوعين هما الواجهة الستائرية والواجهة الصفائحية حيث في النوع الأول يشكل الزجاج ستارة تحيط بالمبنى وتغلفه بالكامل في حين أن النوع الثاني يكون فيه الزجاج في صورة لوحات أو صفائح تغطي أماكن محددة من المبنى ويتعاقب مع الزجاج في الأماكن الباقية الإطار المعدني أو جسم البناء فيغلق هذه الأماكن ويجعلها مصمتة غير نافذة للضوء.
الواجهات ثقيلة الوزن
يصنع هذا النوع عادة من مواد خام تتميز بثقل وزنها وبالتالي جاءت التسمية بناءاً على هذا الأساس، يندرج تحت هذا التصنيف العديد من الأنواع كما يلي:
في هذا النوع تستخدم مواد البناء التقليدية كالطوب الطيني أو الاسمنتي، الرخام، الحجار والأخشاب مما يجعل هذ النوع سهل التركيب ورخيص الثمن ولكن للأسف هذه المواد تعتبر رديئة العزل.
في هذا النوع تجمع القطع كأنها قطع أحجية أو بازل حيث تصنع القطع من الأسمنت وألواح الخشب لتكون سهلة التركيب وذات سعر مناسب.
في هذا النوع يحاط المبنى بمادة عازلة إما كألواح تركيبية أو ألواح تلصق باستخدام اللبنة وتضاف ألواح الكسوة فوقها بما يتناسب مع الشكل الجمالي والغرض من البناء.
الألواح المستخدمة في هذا النوع تتميز بقدرة عزل فريدة من نوعها حيث تمنع التكدس الحراري وفي ذات الوقت سعرها مقبول جداً نظراً لأنها تصنع من بوليمرات الكربون كالبولي ستيرين بأنواعه (EPS) – (EPS-G) – (XPS) بالإضافة إلى الصوف المعدني (MW)
هذا النوع يشابه بنائياً النظام السابق حيث يتكون من كسوة خارجية تغطي المادة العازلة التي بدورها تغطي حائط البناء الأصلي ولكن الفرق الجوهري في هذه الحالة هو وجود تجويف هوائي بين الحائط والكسوة.
يتميز التجويف الهوائي هذا بتأثير المدخنة حيث يعمل على نقل الحرارة ففي درجات الحرارة المرتفعة يخرج الهواء الساخن من الأعلى مما يسمح بتجديد الهواء في التجويف ودخول هواء أقل حرارة. أما في الطقس البارد فإن الهواء يركد في التجويف فيحافظ على حرارته والدفء. بالتالي فإن هذا النوع يوفر في تكاليف التدفئة والتبريد مع تغير حرارة الجو. كما ان طبقة الكسوة الخارجية تعمل كعازل لانتشار الماء.
نظراً لقدرة هذا النوع على تنظيم عوامل الجو وأثرها لذا فهي تحمي بنية البناء من التصدع والتضرر وبالتالي تقلل من تكاليف الإصلاح والصيانة.
للأسف لا يوجد نظام متكامل بلا أي عيوب وهذا الكلام ينطبق على هذا النظام أيضاً حيث رغم كون هذا النظام ذو مميزات متنوعة ومميزة إلا أنه معقد ويصعب تركيبه ومكلف إلى حد ما فهو يتطلب الخبرة والدراسة العميقة قبل تركيبه ليقوم بدوره على أكمل وجه.
مؤخراً دخلت التكنولوجيا في صناعة الواجهات مما نتج عنه ظهور أنواع جديدة للواجهات منها التي تحبس الحرارة في الداخل من خلال السماح للحرارة بالمرور نحو الداخل فقط ومنع خروجها مما يعمل على دفئ المكان مما يناسب المناطق الباردة، ونوع آخر كذلك هو الزجاج ذاتي التنظيف حيث يطلى الزجاج بمعادن مخصصة تساعده على التخلص من الأتربة من خلال تحليلها.
هل ابهرتك الاختيارات المتعددة؟
لتختار نوع الواجهة المناسب لمبناك يجب أن تجعل هذا الاختيار مبني على الهدف الأساسي للواجهة هل هي ذات هدف زخرفي معماري بحت أم أنك ترغب في تسخير بعض محاسنها في ذات الوقت في حالة كان الخيار الأخير فنحن نرشح لك التصاميم العازلة كحل فهي سهلة التركيب وعملية وذات أسعار معقولة ايضاً بالنسبة لواجهات المباني الأخرى.